"إن الإنسان.. في كل التجارب الناجحة للأمم والشعوب.. هو غاية التنمية يجني ثمارها ويسعد بمكاسبها، وهو أيضا وبنفس المستوى من الأهمية وسيلة التنمية وأداتها الفعالة لتجسيد خططها وبرامجها إلى واقع ملموس يحقق الخير للجميع، ومن هنا فإننا قد سعينا عبر الأعوام العشرين الماضية إلى تركيز أقصى الجهد لتحقيق مستوى الحياة الكريمة للمواطن، وإعداده في ذات الوقت لدوره الأساسي في بناء الوطن. وقد أحرزت جهودنا في هذا المجال تقدما كبيرا وأعطت ثمارا طيبة والحمد لله..
وفضلا عن هذا .. وايمانا منا بضرورة تهيئة كل الظروف أمام المواطن للقيام بواجبه في جميع مجالات العمل فإننا قد أصدرنا توجيهات للحكومة بتوفير كافة الإمكانات اللازمة لتطوير برامج التأهيل والتدريب للقوى الوطنية العاملة، إلى جانب تقديم الدعم اللازم للشباب الذي يلتزم بالاعتماد التام على نفسه في عمل مستقل، كما يلتزم بتشغيل العمالة الوطنية، وذلك بطرح مشاريع صغيرة جادة ومدروسة أمام الشباب ليبدأ من خلالها حياته العملية في نشاط خاص به، معتمدا على قدراته ومهاراته في القيام بهذه المشاريع والاستفادة منها فيما يعود عليه وعلى مجتمعه بكل الخير..
إننا إذ نبدأ مرحلة جديدة في بناء الوطن يتحتم فيها أن نعتمد على قوانا البشرية إلى أبعد مدى في كافة قطاعات ومجالات العمل الأهلي والحكومي فإن كل عماني مطالب اليوم وأكثر من أي مرحلة مضت أن يشمر عن ساعد الجد ويبذل الجهد والعرق، وأن يكون له دور فعال يؤديه بكل الجد والمثابرة والحرص على المشاركة في بناء وتنمية البلاد.. كما يتوجب علينا جميعا أن نضع نصب اهتمامنا باستمرار، وفي كل الأحوال أن الطموحات العظيمة للأمم والشعوب لا تتحقق صدفة أو بالاعتماد على الآخرين، وإنما تتحقق بالاعتماد على النفس، والعمل الدؤوب، والجهد الخلاق والمبدع، والعطاء الصادق الاخلاص والمشاركة الواعية والمسؤولة.. وهذا هو ما ندعوكم إليه اليوم لتحقيق ما نتطلع إليه من طموحات عظيمة لبناء عمان الحاضر والمستقبل".