"وقد تم ، بحمد الله، على امتداد المسيرة التنموية الشاملة ، وبالعزم والاجتهاد ، والصبر والمثابرة، الكثير من المنجزات التي نعتز بها في كل محور من هذه المحاور، خاصة في مجال تطوير الموارد البشرية الذي اعتقدنا منذ البداية، ولا نزال نعتقد جازمين أنه حجر الزاوية في تنمية أي مجتمع، ذلك لأن الإنسان كما أكدنا دائما وفي شتى المناسبات هو هدف التنمية وغايتها، كما أنه هو أداتها وصانعها. وبقدر ما ينجح المجتمع في النهوض بموارده البشرية وتطويرها، وفي تأهيلها وتدريبها، وفي صقل مهاراتها وتنويع خبراتها يكون نجاحه في إقامة الدولة العصرية المتقدمة في مختلف مجالات الحياة.
وإذ نحمد الله العلي القدير على ما وفقنا إليه من نشر التعليم بمستوياته المتنوعة، وفروعه المتعددة، وما صاحب ذلك من برامج تدريبية توفرها الحكومة والمؤسسات التعليمية الخاصة التي تبتعث إليها الحكومة العديد من أبنائنا وبناتنا في مختلف الاختصاصات، مما أتاح لهم فرصا أكبر وأكثر للتحصيل العلمي والتدريب العملي اللذين يؤهلان للإنخراط في سوق العمل، والإسهام في بناء المجتمع، فإننا نود أن نشير في هذا المقام إلى أنه وإن كانت الحكومة قد بذلت جهدا كبيرا، أثناء المرحلة الماضية، في سبيل توفير فرص التأهيل والتدريب للشباب العماني من بنين وبنات ، إلا أننا لاحظنا، من خلال متابعتنا المستمرة لمسيرة التنمية الاجتماعية، ومراقبتنا الدائمة لمراحلها المتعاقبة، أن هناك شريحة من المواطنين لا تسعفها إمكاناتها الذاتية، وقدرتها المالية، لتأهيل نفسها، وتطوير مهاراتها، من أجل الحصول على فرص عمل مناسبة، مما يقتضي مد يد العون لها ومساعدتها على توفير التأهيل والتدريب اللازمين لها.
لهذا فإننا نوجه حكومتنا لوضع آلية مناسبة تقدم من خلالها المساعدة لهذه الشريحة لتمكنها من اكتساب مهنة مفيدة توفر لها الاستفادة من فرص العمل المتاحة. بمشيئة الله".