آخر الأخبار

عمادة شؤون الطلبة بجامعة السلطان قابوس تدعو الطلبة الجدد إلى الاستفادة من البيئة الجامعية 2020-08-18 م ختام البرنامج الصيفي الافتراضي بـ”تعليمية” الوسطى 2020-08-17 م البرنامج التعريفي لطلبة الدفعة الـ«35» بجامعة السلطان قابوس يبدأ 30 أغسطس الجاري 2020-08-17 م إشادات واسعة بإنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية.. ومختصون: تُسهم في توحيد رؤى واستراتيجيات التطوير 2020-08-17 م بمشاركة أكثر من 500 طالب وطالبة تواصل فعاليات البرنامج الصيفي «صيفنا تقانة وتميز» بتعليمية مسقط 2020-08-17 م كلية الخليج تنظم الملتقى المرئي الأول للطلبة ذوي الإعاقة السمعية 2020-08-17 م طالبة عمانية تحرز نتائج باهرة في "البكالوريا الدولية" 2020-08-11 م تعليمية الظاهرة تكرم طلبتها المجيدين فـي دبلوم التعليم العام عبر تقنية «زووم» 2020-08-11 م «التربية» تغلق باب المشاركة في استبانة تحديد البديل التعليمي المناسب 2020-08-10 م أكثر من 37 ألف استبانة تم تعبئتها خلال 17 ساعة في تحديد البديل التعليمي المناسب 2020-08-09 م
12-12-2018 م

جريدة الوطن

بدأت صباح أمس فعاليات المؤتمر الدولي الأول بعنوان:(العلوم الشرعية: تحديات الواقع وآفاق المستقبل) وذلك بقاعة كريستال بفندق جراند ملينيوم بالخوير، وستستمر حتى يوم غدٍ (الخميس)، حيث تعقد جلسات المؤتمر في مبنى الكلية بالخوير وعددها (14) جلسة بالاضافة للجلسة الختامية، وكذلك الجلسة العامة التي عقدت في مبنى الفندق بعد افتتاح المؤتمر، وكذلك خلال الفترتين (الصباحية والمسائية).

يرعى افتتاح المؤتمر ـ الذي ترعاه (الوطن) إعلامياً وبتنظيم من كلية العلوم الشرعية ـ سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة بحضور عدد من المسئولين والمشاركين وجمع كبير من المهتمين في هذا الجانب.

يهدف المؤتمر الى تبادل المعلومات والخبرات والآراء في الجوانب المتعلقة بالعلوم الشرعية، وتشخيص جوانب القوة والضعف في مجال العلوم الشرعية تدريساً وبحثاً، والاستفادة من جهود العلماء العمانيين في تطوير العلوم الشرعية، والبحث في علاقة العلوم الشرعية بالعلوم الأخرى ودور التقنيات الحديثة في النهوض بها، وتبادل الأفكار في اسهامات العلوم الشرعية في تشخيص مشكلات المجتمع وحلها، وأخيراً استشراف مسالك تطوير العلوم الشرعية والنهوض بها في مختلف المجالات.

ويتناول هذا المؤتمر عدداً من المحاور الهامة أهمها: دور مجامع الفقه في تطوير العلوم الشرعية ودور العلماء العمانيين في خدمة العلوم الشرعية، ودور المؤسسات التعليمية في تطوير العلوم الشرعية، واسهامات الفتوى في تطوير العلوم الشرعية، وتعليم العولم الشرعية: المناهج والطرائق، والتقنيات الحديثة ودورها في تطوير العلوم الشرعية، وعلاقات التكامل والتداخل بين العلوم الشرعية بينها وبين العلوم الأخرى، وكذلك العلوم الشرعية والاستجابة لمتطلبات العصر واستشراف المستقبل.

وقد ألقى سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة ـ راعي المناسبة كلمة خلال افتتاح المؤتمر قال فيها: أحمد الله سبحانه وتعالى على هذا الاجتماع الميمون الذي يحضره هذا اللفيف المبارك من رجال العلم ورجال الفكر ليتدارسوا في هذا الصرح العلمي وفي هذه المؤسسة الطيبة المباركة وأهم ما يشغل بال المصلحين وهو العلوم الشرعية وتحديات الواقع وآفاق المستقبل، مضيفاً سماحته بقوله: ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى ما ترك الناس لاهوائهم بل أخذ بأيديهم الى الحق فأرسل اليهم رسله أنزل اليهم كتبه ولما ارد أن يتم نعمته عليهم بعث فيهم عبده ورسوله محمداً (صلى الله عليه وسلم) الذي جمع شتات هذه الانسانية بعد تفرقها ووحد كلمتها وقادها الى الله سبحانه وتعالى، فكانت بحمد الله سبحانه وتعالى مستجيبة لهذا الداعي الحق ومتبعة لهذا المنهج السديد الذي جمع بين صلاح الدنيا وسعادة الآخرة، مشيراً سماحته الى أنه اذا كانت العلوم الشرعية هي أهم العلوم بصفة أنها تصل الانسان بالخالق سبحانه وتربط بين الفرد والأسرة وبين الفرد والمجتمع وبين الفرد والأمة وكذا بين الفرد والانسانية بأسرها فإن علينا أن ننظر بين الحاضر والماضي وننظر الى الفارق بينهما.

وقال سماحته: إن الله سبحانه وتعالى أراد أن يكون مع التعليم تزكية، وهي تزكية لهذه النفوس، فقد امتن الله تعالى بالتزكية قبل أن يمتن على البشر بالتعليم في ثلاث آيات من الكتاب الكريم فهو القائل:(كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)، وهو القائل:(لقد منّ الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلوم عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)، وهو القائل:(هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين)، فعلينا أن ننظر في واقع الامة اليوم هل هذه التزكية موجودة أم انها معدومة، نعم هذه التزكية لم تصلح كما كانت من قبل، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) حرص على التربية، حيث كان مربياً لأصحابه (رضوان الله عليهم) فكان يعلمهم عشر آيات من القرآن الكريم لا يغادرونها الى غيرها الا بعد ان يتقنوا ما فيها من العلم والعمل فكان التطبيق بجانب التنظير، ولم يكن التعليم تنظيراً فحسب، فهل واقع اليوم كما كان بالأمس في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعهد السلف الصالح، ونحن اذا عدنا الى ما نشاهده من واقع هذه الأمة وجدنا ما يدعو الى الأسى والأسف والعياذ بالله وجدنا كثيرأ من الأمور التي أبعدت هذه الأمة عما كان سلفها، فالله سبحانه وتعالى وصف محمداً (صلى الله عليه وسلم) والذين معه بقوله:(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) والآن انقلب الناس بعكس ذلك فهم أشداء فيما بينهم رحماء بالكفار، ولم يكونوا رحماء فحسب بل بجانب ذلك فهم يتخذون أدلة لمن يريد بهم الشر والهوان ويريد أن يرديهم الى الحضيض الأسفل فهم مستكينون ومنقادون له بينما العداوة سافرة فيما بين الأخوة أنفسهم فأين هذه التزكية؟، لو كانت هناك تزكية في التربية منذ المراحل الأولى الى المراحل العليا لما كان واقع الأمة كذلك، فمن هنا كان على الامة أن تعيد النظر في المناهج الدراسية من لدن الروضات الى الدراسات العليا لتبني تربيتها على هذه الأسس القويمة التي جاء بها القرآن الكريم وجاء بها الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فالامة الآن رضيت لنفسها أن تقبل الدنية وأن تخضع لأعدائها بينما هي امرها مستطير فيما بينها، وكل ذلك كما قلت إنما يرجع الى فقدان التربية التي تنطوي على هذه التزكية التي جاء بها القرآن الكريم فلذلك ارجو من جميع الحاضرين في هذه اللقاء الميمون من رجال العلم والفكر أن يعطوا هذه القضية أهميتها وأن يعتنوا بإعادة منهج السلف الصالح في الاهتمام بالتزكية والتربية الصحيحة بحيث يكون التعليم ليس مجرد تنظير وإنما هو تطبيق لما يتعلمه الناس.

كما ألقى الدكتور عبدالله بن مسلم الهاشمي عميد كلية العلوم الشرعية كلمة أوضح خلالها أن كلية العلوم الشرعية نظمت هذا المؤتمر، وقصدها أن تجمع ثلة من العلماء والباحثين المختصين ليسلطوا الضوء على جوانب من واقع العلوم الشرعية، ويستشرفوا مستقبلها، ويلفتوا النظر إلى آفاقه الرحبة، وسبله الواسعة.

مؤكداً بأن المؤتمر يشهد إقبالاً كبيراً ـ ولله الحمد والمنّة ـ وقد نظرت اللجنة العلمية فيما يربو على مائة وتسعين ملخصاً، ثم حكّمت مائة وسبعة بحوث، قبلت منها اثنين وسبعين، وسيُعرض في جلسات المؤتمر ما يربو على ستين بحثاً، يقدمها باحثون مختصون من داخل السلطنة وخارجها، ويحضر جلسات المؤتمر ثلة من أصحاب الفضيلة القضاة، والأكاديميين، وأمناء الفتوى، وكتاب العدل، ومشرفي التربية الإسلامية ومعلميها، والباحثين في الشؤون الإسلامية، والوعاظ والأئمة والخطباء، والباحثين في العلوم الشرعية، وطلبة هذا العلم وطالباته.

مشيراً الى أن أملنا أن تشهد جلسات المؤتمر نقاشاً ثرياً وتبادلاً للأطروحات والآراء والتجارب والرؤى، وأن يخرج الجميع بخبرات متنوعة، تعينهم في صقل معارفهم، وتوسيع مداركهم، وتهذيب اتجاهاتهم، وتفتح أمامهم أبواباً جديدة، وتقدح في أذهانهم أفكاراً نيّرة، قابلة للتأطير والتوسيع.

وقال: إنه لمن يُمن الطالع أن يُفتتح هذا المؤتمر، وبلدنا الغالي ما زال يتنسم عبير مناسبة غالية، ألا وهي العيد الوطني الثامن والأربعون المجيد، الذي مرَّ على الاحتفال به أيام قلائل، فيه يتجدد العهد والولاء لقائد البلاد المفدى ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي أسّس النهضة الحديثة لهذا البلد على قواعد الدين الحنيف والشريعة السمحة، وأرسى أسس التسامح والتعايش والإخاء، حيث إن هذا المؤتمر هو نتاج جهود مباركة، بذلها أعضاء اللجان المختلفة، بدءاً من اللجنة التحضيرية التي بلورت فكرة المؤتمر، ومروراً بكل اللجان التي عملت بروح الفريق الواحد، لا يشغلها إلا الحرص على نجاح هذا المؤتمر وتحقق غاياته، فلهم كل الشكر والتقدير أكاديميين وإداريين وطلبة، ذكوراُ وإناثاُ.

بعدها تم تقديم عرض تعريفي بالكلية منذ بداية تأسيسها وحتى الآن، كما قُدّم عرض حول المؤتمر بشكل عام وما يهدف اليه، وأخيراً قام راعي المناسبة بتكريم الرعاة ومنهم (الوطن) الراعي الإعلامي، بالاضافة الى تكريم أعضاء لجان المؤتمر، كما قام الدكتور عبدالله بن مسلم الهاشمي عميد كلية العلوم الشرعية بتقديم هدية تذكارية لراعي الحفل.

بعدها بدأت الجلسة العامة للمؤتمر، وقد ترأسها فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة، وشارك فيه كلٌّ من: الدكتور علي بن هلال العبري من جامعة السلطان قابوس بكلية التربية، ومحمد أكرم الندوي من كلية كامبردج الاسلامية ببريطانيا، وحسين بن احمد الخشن من المعهد الشرعي الاسلامي بلبنان، بعدها تم طرح المناقشات بين الحضور والمتحدثين.

بعد ذلك تم عقد أربع جلسات عمل وذلك بكلية العلوم الشرعية بالخوير، الأولى بالقاعة الثقافية وترأسها الدكتور إبراهيم بن عبدالله الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة قطر، وتحدث فيها كلٌّ من: محمد عبدالرزاق محمود من جامعة ظفار بكلية القانون، واحمد ذيب من جامعة الامير عبدالقادر للعلوم الاسلامية بالجزائر، وعبدالجليل البكوري من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب، زسليمان بن سيف الغتامي من جامعة السلطان قابوس بكلية التربية، ثم طرح الرؤى والمناقشات.

وفي الجلسة الثانية بقاعة التدريب بمبنى الحاسوب التي ترأسها الدكتور أحمد عيد عبدالحميد من كلية العلوم الشرعية، حيث تحدث فيها كلٌّ من: خلفان بن علي الكيومي من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وفرج الزبيدي من جامعة الحسين بن طلال بكلية الآداب بالأردن، ويوسف نواسة من جامعة المدرسة العليا للأساتذة بالجزائر، وأحمد بن سعيد البوسعيدي من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بعدها تم طرح الرؤى والمناقشات.

وفي الجلسة الثالثة بالقاعة الثقافية وترأسها الاستاذ الدكتور منير بن المختار التليتي نائب رئيس جامعة الزيتونة بتونس، وتحدث فيها كلٌّ من: يوسي الهواري من جامعة وهران بكلية العلوم الانسانية والعلوم الاسلامية بالجزائر، وقاسم الشيخ بلحاج من جامعة الجزائر بكلية العلوم الاسلامية بالجزائر، ومولاي نور الدين من جامعة نور البشير البيض بكلية الحقوق والعلوم السياسية بالجزائر، ومحمود اسماعيل مشعل بكلية الامام مالك للشريعة والقانون بدبي بدول الامارات العربية المتحدة، بعدها تم طرح الرؤى والمناقشات.

وفي الجلسة الرابعة بقاعة التدريب بمبنى الحاسوب والتي ترأسها الدكتور محمد عبدالرحيم الزيني من كلية العلوم الشرعية، وتحدث فيها كلٌّ من: للا عائشة عدنان من جامعة سيدي محمد بن عبدالله بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمغرب، وعلي بن عوض علي الغامدي من وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية، وفرحانة شكرود من جامعة سيدي محمد بن عبدالله بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالمغرب، ومحمد معين الدين من كلية الشريعة بالجامعة الاسلامية العالمية ببنغلاديش، وأخيراً تم طرح الرؤى والمناقشات بين الحضور والمتحدثين.

يذكر أن جلسات المؤتمر ستستمر اليوم وغداً خلال الفترتين (الصباحية والمسائية)، حيث تُعقد اليوم (8) جلسات عمل، في حين تُعقد يوم غد (الخميس) جلستان فقط مع الجلسة الختامية للتوصيات وتكريم الباحثين المشاركين بأوراق عمل المؤتمر.

وقد صرح فضيلة الشيخ كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة عقب افتتاح أعمال المؤتمر قائلاً: ان هذا المؤتمر يقدم نموذجاً لما يتطلع ويتعلق بالعلوم الشرعية سواء ذاك من حيث المؤسسات التي تعنى بالتعليم الشرعي أو المجامع ودور الإفتاء وكل المؤسسات التي لها علاقة بالعلوم الشرعية .

وأضاف: إن السلطنة لها تجربة رائدة تاريخية ومعاصرة يمكن ان يستفاد منها، مشيراً إلى اننا بحاجة إلى نستمع إلى المشاركين في المؤتمر من خلال البحوث وآخر من تم التوصل إليه للاستفادة منه بالإضافة إلى انه سيتم تقديم تجربة السلطنة التي تقوم على احترام المذاهب الإسلامية وأئمة الإسلام والانتفاع من تراثهم الذي تركوه في مختلف مناحي العلوم الشرعية.

وأوضح فضيلته أن هناك الكثير من القضايا التي في تراثنا ما يفيد وينفع وفي تجربتنا العمانية ما يمكن ان يضيف لما نتطلع إليه، مؤكداً ان المؤتمر الأول هو اللبنة الأولى التي تسعى كلية العلوم الشرعية إلى ان يكون الانطلاقة لفتح آفاق لطلبة العلوم الشرعية والاطلاع على القضايا المعاصرة وكيفية البحث على المجامع الفقهية وافراد العلماء وكيف يصورون هذه المسائل ويرجعون إليها والاستفادة من افرازات العصر ووجوه العلم والمعرفة للاستفادة منها وتصور المسائل تصوراً صحيحاً وهو يضع المنهج الذي يحتاج إليه طلبة العلوم الشرعية في واقعنا المعاصر في كل ما فيه من معطيات وإنتاج علمي ومعرفي وثقافي.