آخر الأخبار

عمادة شؤون الطلبة بجامعة السلطان قابوس تدعو الطلبة الجدد إلى الاستفادة من البيئة الجامعية 2020-08-18 م ختام البرنامج الصيفي الافتراضي بـ”تعليمية” الوسطى 2020-08-17 م البرنامج التعريفي لطلبة الدفعة الـ«35» بجامعة السلطان قابوس يبدأ 30 أغسطس الجاري 2020-08-17 م إشادات واسعة بإنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية.. ومختصون: تُسهم في توحيد رؤى واستراتيجيات التطوير 2020-08-17 م بمشاركة أكثر من 500 طالب وطالبة تواصل فعاليات البرنامج الصيفي «صيفنا تقانة وتميز» بتعليمية مسقط 2020-08-17 م كلية الخليج تنظم الملتقى المرئي الأول للطلبة ذوي الإعاقة السمعية 2020-08-17 م طالبة عمانية تحرز نتائج باهرة في "البكالوريا الدولية" 2020-08-11 م تعليمية الظاهرة تكرم طلبتها المجيدين فـي دبلوم التعليم العام عبر تقنية «زووم» 2020-08-11 م «التربية» تغلق باب المشاركة في استبانة تحديد البديل التعليمي المناسب 2020-08-10 م أكثر من 37 ألف استبانة تم تعبئتها خلال 17 ساعة في تحديد البديل التعليمي المناسب 2020-08-09 م
21-03-2019 م

جريدة عمان

نظمت جامعة السلطان قابوس صباح أمس ملتقى «لمد» في تكنولوجيا الغذاء، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الله الهنائي مستشار الدولة، وبحضور عدد من المختصين في التكنولوجيا من القطاعات الأكاديمية والصناعية والحكومية، وذلك في قاعة المؤتمرات الجامعة. تضمن الملتقى عددا من أوراق العمل في مجال تكنولوجيا الغذاء من قبل مختصين في المجال نفسه، بالإضافة إلى المعرض المصاحب للملتقى الذي تضمن مجموعة من الدراسات والبحوث والابتكارات والتسوق في مجال تكنولوجيا الغذاء.

كما يهدف الملتقى «لمد» إلى تحقيق شراكة حقيقية وفاعلة بين القطاعات الحكومية والأكاديمية والصناعية من أجل تكامل الرؤى بين كافة القطاعات في مجال صناعة الغذاء، وأيضاً استعراض الاستراتيجيات الوطنية لدعم البحث والتطوير وتعزيز إنشاء مؤسسات ناشئة في الصناعات الغذائية لتعزيز القيمة المضافة محلياً، وتحقيق الريادة في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى رفد قطاع صناعة الغذاء بالسلطنة بالمعارف الأكاديمية والنتائج البحثية. مع تطويع الجانب البحثي ليتلاءم مع تطلعات القطاعين الحكومي والصناعي، وعرض التطلعات والتحديات التكنولوجية والنتائج البحثية في قطاع صناعة الغذاء، وربط الباحثين بالجامعات بنظرائهم في ذلك المجال من القطاعين الصناعي والحكومي.

وملتقى «لمد» عبارة عن فعالية دورية متخصصة في مجال تكنولوجي محدد في كل مرة، وهي منصة حوارية بين المختصين في كل من القطاعات الثلاثة وهي القطاع الأكاديمي والصناعي والحكومي للتباحث تحت سقف واحد لمدة لا تتعدى خمس ساعات بهدف توسعة الآفاق العلمية وتكامل الرؤى في كل القطاعات والتي تؤدي إلى شراكة فاعلة بين هذه القطاعات على المدى القصير أو المدى البعيد تساهم في تحديد مسار الاستراتيجيات الحكومية والاقتصادية والبحثية بصورة تكاملية واضحة المعالم.

كذلك فالملتقى نقطة التقاء بين المختصين في التكنولوجيا من القطاعات الأكاديمية والصناعية والحكومية، إذ أن هذا الرابط يعد من أهم القواعد القائم عليها اقتصاد المعرفة وأداة فاعلة في رفد الاقتصاد بصناعات تكنولوجية جديدة وتطوير الصناعات القائمة لمواكبة التطور التكنولوجي العالمي ومن أجل التنافسية في الأسواق العالمية، وقد أظهرت الأبحاث والدراسات أهمية هذا التواصل والتفاعل بين القطاعين الأكاديمي والصناعي كأحد أهم ركائز منظومة الابتكار المحلية من خلال عمليات نقل التكنولوجيا وتأسيس مؤسسات ناشئة ذات تكنولوجيا عالية تدعم التحول من الاقتصاد التقليدي إلى اقتصاد المعرفة.

وأكدت الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بالجامعة : إن هذا الملتقى يوفر فرصة لمعرفة المزيد حول مساهمة البحث العلمي بمجال تكنولوجيا الغذاء في تحسين إمدادات الغذاء في مختلف البيئات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك سلطنة عمان، وكيف يمكن أن يسهم في تحسين صحة السكان وتسهيل الوصول إلى إمدادات وفيرة من الغذاء بأسعار معقولة ومغذية وآمنة.

والوقوف على التحديات التي تواجه مختلف مكونات نظام الغذاء العالمي، والطرق التي يمكن أن تُعالج بها هذه التحديات، والمساهمات الناجحة لتكنولوجيا الغذاء في إنتاج وتوريد كميات الغذاء التي تتماشى مع الزيادة المتسارعة لعدد سكان العالم، وفي ظل هذه التطورات، يجب أن يُدرك الجميع الطلبات المتزايدة المفروضة على إنتاج وتوزيع الغذاء في جميع أنحاء العالم، والسعي نحو تعزيز مساهمة تكنولوجيا الغذاء لتقود عملية تحسين الوضع في جميع الدول النامية والمتقدمة على حد سواء.

وذكرت الدكتورة رحمة المحروقية بأن تكنولوجيا الغذاء في يومنا هذا من المجالات المهمة جدًا، فحجم الطلب على الإنتاج العالمي للغذاء، والذي يتأثر بعدد من العوامل بما في ذلك العدد المتزايد لسكان العالم وتأثيرات تغير المناخ، ما زال يؤثر على مستوى وصول المواد الغذائية للمجتمعات في جميع أنحاء العالم بأسعار معقولة وكافية، وتُعنى تكنولوجيا الغذاء كتخصص بالتقنيات والمبادئ التي تعزز معالجة الأغذية وحفظها وتوزيعها، وتقود التطورات في تكنولوجيا الغذاء إلى تحسين سلامة المنتجات الغذائية وتوافرها، وفي جعلها مقاومة للعديد من المخاطر الطبيعية التي تسببها الأمراض والأحداث المناخية، كما أنها تسهم في تحسين عمليات الحفظ.

إضافة إلى ذلك، فهي لا تحسن التقنيات التي تجعل الطعام الذي نستهلكه آمنًا وذو قيمة غذائية عالية فحسب، بل يمكن أن تحسن أيضًا من فعالية التوزيع والتسويق، مما يسهم في توفير الغذاء لأكبر عدد من الناس وتقليل النفايات. وبالتالي فإنه من الضرورة بمكان أن تجمع تكنولوجيا الغذاء بين العديد من المجالات من أجل تحسين إنتاج الأغذية وعمليات تجهيزها وتوزيعها، بما في ذلك: البيولوجيا والهندسة الكيميائية والكيمياء الحيوية والصحة والتغذية وما إلى ذلك.

وأكدت المحروقية على أن نظام الغذاء أصبح في الوقت الحاضر، والذي يعده الكثير من المستهلكين من الأمور المسلم بها، عالمي ومعقد بشكل يصعب استيعابه، ويفتقر الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم، لاسيمّا أولئك الذين يعيشون في الدول الأكثر تقدمًا، إلى العلاقات مع عملية إنتاج الغذاء التي كان يمتلكها الأجيال السابقة، فقد اعتادوا على التمتع بإمدادات وفيرة من الطعام الصحي والمغذي، ونادراً ما يحتاجون إلى التفكير في تعقيدات النظام الذي يوفر لهم هذا الغذاء، كما يتضح هذا التوجه بشكل متزايد في العديد من الدول النامية، ومع ذلك، فإن هذه الدول لا تزال تعاني في أغلب الأحيان من أشد عواقب الاضطرابات في إنتاج الأغذية وتوزيعها، حتى في الوقت الذي يتم فيه دمجها بشكل متسارع في برنامج الأغذية العالمي.

الجدير بذكر أن كلمة «لمد» ترمز إلى مصطلح عماني يطلق على الساعة الشمسية التي استخدمت قديماً لتوزيع حصص مياه الفلج، إذ يتكون هذا الابتكار العريق من ثلاثة عناصر رئيسية وهي: الشمس مولدة للطاقة وهي القطاع الأكاديمي المولد للمعرفة وحركتها طوال النهار تشير إلى ديناميكة البحث العلمي التي تنعكس على الاقتصاد، والثانية هي العصا وهي تمثل القوانين والدعم من القطاع الحكومي وثباتها مع حركة الظل، والثالثة هي الأحجار وهي تمثل مجالات التكنولوجيا المختلفة التي ينتقل منها وإليها الظل الذي يشير إلى الوقت وهي أهم مرتكزات قطاع التصنيع «لمد». مثلما تقوم الساعة الشمسية بضخ المياه في الفلج لري المزروعات ونمو النبات، وبالتالي يرمز إلى أهمية الشراكة بين القطاعات الثلاثة في توظيف الابتكارات العلمية من أجل دفع عجلة الاقتصاد والمساهمة في التنوع والنمو الاقتصادي.