آخر الأخبار

عمادة شؤون الطلبة بجامعة السلطان قابوس تدعو الطلبة الجدد إلى الاستفادة من البيئة الجامعية 2020-08-18 م ختام البرنامج الصيفي الافتراضي بـ”تعليمية” الوسطى 2020-08-17 م البرنامج التعريفي لطلبة الدفعة الـ«35» بجامعة السلطان قابوس يبدأ 30 أغسطس الجاري 2020-08-17 م إشادات واسعة بإنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية.. ومختصون: تُسهم في توحيد رؤى واستراتيجيات التطوير 2020-08-17 م بمشاركة أكثر من 500 طالب وطالبة تواصل فعاليات البرنامج الصيفي «صيفنا تقانة وتميز» بتعليمية مسقط 2020-08-17 م كلية الخليج تنظم الملتقى المرئي الأول للطلبة ذوي الإعاقة السمعية 2020-08-17 م طالبة عمانية تحرز نتائج باهرة في "البكالوريا الدولية" 2020-08-11 م تعليمية الظاهرة تكرم طلبتها المجيدين فـي دبلوم التعليم العام عبر تقنية «زووم» 2020-08-11 م «التربية» تغلق باب المشاركة في استبانة تحديد البديل التعليمي المناسب 2020-08-10 م أكثر من 37 ألف استبانة تم تعبئتها خلال 17 ساعة في تحديد البديل التعليمي المناسب 2020-08-09 م
18-12-2019 م

جريدة عمان

استطلاع – مُزنة بنت خميس الفهدية 

تفصلنا أيام عن بدء اختبارات الفصل الدراسي الأول المنتظر أن تبدأ في 29 من الشهر الجاري. ومع اقتراب الامتحانات تنتعش الدروس الخصوصية خلال هذه الفترة تحديدًا ويبحث معظم الطلاب عن المدرسين الخصوصيين، ويقابل هذا استياء كبير من قبل أولياء الأمور الذين أكدوا خلال حديثهم لـ«عمان» أن المدرسين الخصوصيين يستغلون الفترة الحالية التي تسبق امتحانات نهاية الفصل الدراسي ويرفعون أسعار الحصص لتصل إلى أعلى مستوياتها ويتجاوز معدل الحصة الواحدة 20 ريالا عمانيا في الساعة وما يقارب 1200 ريال عُماني خلال السنة ولمادة دراسية واحدة.

وأضافوا: إن التوجه إلى الدروس الخصوصية قبل الامتحانات أصبح أمرًا إلزاميًا لأولياء الأمور، وظاهرة انتشرت سريعا وبصورة واسعة ومُكثّفة بين الطلبة، وأخذت المقارنات مساحتها، حيث إن كل طالب يقارن نفسه بزميله بتوفير المدرسين الخصوصيين أم لا؟
وتستنزف هذه الظاهرة جيوب أولياء الأمور الذين يدفعون مبالغ طائلة خلال فترة وجيزة، وتبقى التساؤلات عن أسباب لجوء الطلبة إلى الدروس الخصوصية هل بسبب ضعف الدروس والأنشطة التي يتلقاها الطالب في المدرسة؟! أم بسبب اختيار معلمين غير مناسبين للمرحلة العمرية أو الصفية للطلبة؟! أم أن هناك أسبابا أخرى تساهم في البحث عن الدروس الخصوصية لإنقاذ الموقف والبحث عن النتائج المُرضية لكل من الطالب وولي أمره.

وللوصول إلى إجابات للعديد من الأسئلة والاستفسارات حول هذا الموضوع التقت «عمان» بعدد من أولياء أمور الطلبة والمعلمين لترصد عن قرب أسباب انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية!

قال عوض بن سيف الهشّامي «معلم»: لا يمكن أن نطلق الدروس الخصوصية على أنها سلبية بشكل مطلق أو إيجابية بشكل مطلق، ومن سلبياتها أن الطالب عندما يخرج من المدرسة يكون محملا بالواجبات المدرسية، وأرى من وجهة نظري أن الدروس الخصوصية لا تنمي لدى الطالب حب الاطلاع والاكتشاف لأنه سوف يكون متكلا على المدرس الخصوصي في تلقينه المعلومة وحل الواجب، كما أن المعلم من واقع عايشته من بعض المعلمين الوافدين يقصّر في أدائه الوظيفي في المدرسة حتى يقوم ولي الأمر باللجوء إليه خارج المدرسة لإعطاء ابنه دروسا خصوصية ومساعدته، ناهيك عن المصاريف المالية التي تثقل كاهل عدد من أولياء الأمور.

وأضاف: إن من إيجابيات الدروس الخصوصية، أن بعض المعلمين لا يلم بالمنهج الدراسي بشكل كامل، ويجد الطالب نفسه غير قادر على استيعاب المعلومة، ويلجأ الطالب لمدرس خصوصي يعينه على الفهم ويكون ملمًا بالمنهج الدراسي بشكل جيد، مشيرا إلى أن المعلم في المدرسة يكون مقيدا بوقت معين في توصيل المعلومة للطلاب.

واختتم الهشامي حديثه قائلا: يجب تحويل الدروس الخصوصية إلى ضرورية، أي يتم أخذها من أجل الضرورة وليس للتباهي وغيره.

من جهتها قالت مريم بنت جمعة الجابرية «معلمة»: من وجهة نظري أرى أن أسباب الدروس الخصوصية تضم محاور ثلاثة هي «المعلم، الطالب، وولي الأمر»، فالمعلم بسبب عدم إيصاله للمعلومة بالشكل السليم أو تنويعه في أساليب وطرق التدريس التي تعين شرائح الطلاب باختلاف مستوياتهم على الفهم، أما بالنسبة للطالب فقد يكون بسبب اختلاف قدراته أو إهماله في الصف الدراسي مما يسبب في هبوطه تحصيليا فيلجأ ولي أمره للاستعانة بمدرس خصوصي لعدم كفاءته في تدريس ابنه أو انشغاله بأمور أخرى.

وقالت شريفة بنت حمد «معلمة وإحدى الأمهات لطالبة في دبلوم التعليم العام»: إنني ضد الدروس الخصوصية لأنها تضر الطالب وتجعله اتكاليا ولا ينتبه للحصص في المدرسة ويعتمد فقط على المدرس الخصوصي، وأرى أن الطالب الذي لديه مدرس خصوصي يؤثر على بقية زملائه في الصف بسبب عدم انتباهه وتركيزه، وقد تعد ظاهرة انتشار المدرس الخصوصي بين أبنائنا الطلبة ظاهرة غير صحية، حيث إنه من الممكن أن يكون المدرس غافلا عن النظام التعليمي والخطة التعليمية لدى المدرسة، ويقوم بتدريس الطلبة بناءً على خطته التعليمية.

وأضافت: من وجهة نظري كأم أرى أن المدرس الخصوصي يستهلك الكثير من الوقت ويشتت التركيز، ولم يجد الطالب وقتًا للنوم والراحة في البيت، مؤكدة أن الطالب لو اعتمد على الحصص المدرسية، واتبع التركيز والانتباه خلال شرح الدروس فلن تكون هناك حاجة للدروس الخصوصية.

واختتمت حديثها بضرورة التوعية بمخاطر الدروس الخصوصية فهي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، ويجب توعية الطلاب بأهمية الاعتماد على الذات وعدم الاتكالية والتركيز والإلمام بالعلوم والمعارف المختلفة، واللجوء للمدرسة والمعلمين في حال وجد صعوبات في المقررات.

ويرى عبدالله بن ناصر المنجي «ولي أمر» أن للدروس التقوية دورًا بارزًا للحد من تفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية، حيث يقوم المعلم بتقديم هذه الدروس داخل الفصول الدراسية، موضحا أن السبب الرئيسي الذي يدفع أولياء الأمور إلى طلب الدروس الخصوصية لأبنائهم هو أن دروس التقوية تقدم في المدارس قبل الاختبارات بوقت محدد في حين أن الدروس الخصوصية متروكة لرغبات أولياء الأمور في أيّ وقت سواء بالليل أو وقت الإجازة.

وقالت فاطمة بنت ناصر البوسعيدية «معلمة»: بحكم كثافة المناهج حاليا التي تتبع نظام كامبردج والنقلة الكبيرة التي صادفت الطلاب مثلا في الصفين السادس والسابع من دون فكرة مسبقة وتهيئته في صفوف دراسية متقدمة تمثل صعوبة للطالب في استيعاب المادة الدراسية، بالإضافة إلى أن مطالبة الطالب بحل الأنشطة التي توجد في الكتاب والأفكار الجديدة التي يصعب على الطالب حلها بمفرده تقوده للاستعانة بمدرس خصوصي، مشيرة في حديثها إلى أن المستوى التعليمي للأم له دور كبير في مساعدة الابن، وليس كل الأمهات بنفس المستوى التعليمي والثقافي.

وعرّجت سرية بنت عبدالله الشيبانية «معلمة» إلى الحديث بالقول إن هناك خللا في ملاءمة المناهج الدراسية في الوقت والفترة الزمنية التي تستوجب على المعلم إنهاء المنهج، وترى من وجهة نظرها أن من أسباب انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية هو عدم تفرغ ولي الأمر لمتابعة ابنه بصورة مستمرة.

وقال محمد الحضرمي «معلم»: معظم المدارس توفر دروس تقوية بهدف تحسين أداء الطلبة ونتائج الاختبارات، إلا أن إصرار أولياء الأمور على الدروس الخصوصية هو من يشجع ويدفع بمدرسي الدروس الخصوصية لاستغلال أولياء الأمور، حيث يجب على أولياء الأمور أن يكونوا على تواصل مباشر مع المدرسة وبما تبذله من جهود فإذا تكاتفت كافة الأطراف ستتلاشى تدريجيا ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية، ولن يكون هناك استغلال للأهالي.

وأضاف: يخالفني ولي أمر بقوله إنه لا يواجه إشكالية تتعلق بالدروس الخصوصية، وذلك بسبب استفادة ابنه منها أكثر من الدروس التي يحضرها يوميا في المدرسة، حيث إن طريقة تلقين الطالب للمعلومة تختلف من معلم إلى آخر، ولأن المدرس الخصوصي يركز على طالب معين وليس على ما يقارب 30 طالبا في الفصل الواحد يجعله يسيطر على تركيز الطالب وانتباهه طوال الوقت.

وقال: ولكن هذه الظاهرة باتت منتشرة وهذه حقيقة لا نستطيع إنكارها خاصة في ظل توفير المدارس لدروس التقوية والدعم المتواصل للطالب. وأضاف: إن توجه أولياء الأمور للدروس الخصوصية يعطي تفسيرًا بأن اهتمام المعلم بمستوى الطالب ضعيف، مؤكدا أن سبب اللجوء إلى الدروس الخصوصية يعود إلى عدم تأسيس الطلاب في المدارس بالشكل والمستوى الأكاديمي المطلوب.

ونوه إلى أهمية حل الواجبات المدرسية والأنشطة في المدرسة، حتى لا يعطى الطالب فرصة اللجوء للمدرس الخصوصي في حالة مواجهة إشكاليات وصعوبات في حل بعض الأنشطة والواجبات، فعندما يقوم الطالب بحل الواجبات في المدرسة ووسط بيئة تعليمية مناسبة تساعده أن يلجأ للمعلم في حال عدم الفهم، وبالتالي تخفيف العبء على أولياء الأمور في الاستغناء عن تكاليف المدرسين الخصوصيين.

وقبل أربع سنوات في 2015م تمّ تأسيس مشروع «دروس عمان» وهو أول مشروع عماني عربي يساهم في الحد من انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، وهو عبارة عن موقع تعليمي إلكتروني يقدم شروحات مرئية لجميع المواد الدراسية لطلبة دبلوم التعليم العام، حيث تواصلت «عمان» مع مؤسسي المشروع وقالت آن بنت علي الفارسية: إن المشروع ساهم نوعًا ما في التقليل من انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، وهناك إقبال كثيف من قِبل الطلبة وأولياء الأمور، والاستفادة كبيرة أيضا، ولفتت في حديثها إلى أن Ooredoo في عام 2018م قامت برعاية وإطلاق تطبيق «دروس عُمان الرقمية المجاني» الذي يُعد أول تطبيق تعليمي متكامل في عُمان، حيث تقوم الشركة بتوفير هذا التطبيق مجانًا ويشمل تشكيلة متنوعة من الدورات التدريبية الرقمية التي تمّ تصميمها لتعزيز نمو المجتمع باستخدام دروس مرئية وصوتية.

ومن جهة أخرى استمعت «عمان» إلى آراء عدد من الطلبة الذين يستعينون بالمدرس الخصوصي، وهل الدروس الخصوصية تعود عليهم بالفائدة؟!

قالت الطالبة شهد بنت عبدالله المنجية: اعتدت على الدروس الخصوصية لأنها تفيدني كثيرا وتساعدني في فهم دروسي بشكل أكثر عمقًا عن شرح المعلم خلال الفصل الدراسي، وأرجع ذلك إلى عدة أسباب أبرزها أن الأجواء المدرسية ربما لا تساعد الطلاب على التركيز والإنصات الجيد لمعلم الفصل، لذلك يجد معظمنا صعوبة في فهم الدروس بشكل واضح، لذا نلجأ إلى الدروس الخصوصية في المنزل، في أجواء مناسبة أكثر للفهم والتركيز.

من جهته أوضح الطالب ماجد البوسعيدي أنه يأخذ دروسا خصوصية في معظم المواد خاصة العلمية، ويؤكد أن أسعار الدروس مرتفعة جدا، ولكنه مضطر إلى اللجوء للمدرس الخصوصي لفهم الدروس والاستعداد للاختبارات، بالرغم من المشقة والإجهاد الذي يتعرض له نتيجة الدروس الخصوصية.

وأشار إلى أن المعلم في المدرسة لا يستطيع شرح الدرس بشكل وافٍ، بسبب ضيق الوقت وأيضا عدد الطلبة وتعامله مع مختلف المستويات، كما لا يجد وقتًا كافيًا للرد على استفسارات الطلاب أو وقتًا لإعادة الشرح مرة أخرى لمن لا يستوعب، لذلك أرى أن الدروس الخصوصية هي الحل البديل لفهم الدروس بشكل أفضل.

وعرّج سالم الحضرمي أحد طلبة الصف الحادي عشر بالحديث عن أسعار الدروس الخصوصية قبيل الاختبارات حيث أصبحت مرتفعة والاستغلال كبيرا من قِبل المدرسين الخصوصيين، مؤكدا أنه بالرغم من ذلك يأخذ دروسا خصوصية لأن المدرس الخصوصي يساعده على حل الأسئلة بشكل أفضل وفهم الدروس بتعمق، ولفت في حديثه إلى أن الآباء غالبا لهم دور في أن إجبار الطالب في بعض الأحيان على الاستعانة بمدرس خصوصي للاطمئنان عليه.

وأكدت الطالبة مريم بنت محمد أنها تعتمد أحيانا على الدروس الخصوصية للاستعداد للاختبارات، وأن اللجوء إلى الدروس الخصوصية أصبح أمرًا واقعًا، والطالب لا يشعر بالراحة النفسية إلا عندما يحصل على درس خصوصي في المواد التي يشعر بأنه ضعيف فيها، حيث إنه مع اقتراب الاختبارات يشعر الطالب بالتوتر والقلق، ويلجأ أولياء الأمور إلى إحضار المدرس الخصوصي إلى المنزل قبل ليلة الاختبار للمراجعة، الأمر الذي يمكن أن يكون له تأثير نفسي إيجابي على الطالب.