آخر الأخبار

عمادة شؤون الطلبة بجامعة السلطان قابوس تدعو الطلبة الجدد إلى الاستفادة من البيئة الجامعية 2020-08-18 م ختام البرنامج الصيفي الافتراضي بـ”تعليمية” الوسطى 2020-08-17 م البرنامج التعريفي لطلبة الدفعة الـ«35» بجامعة السلطان قابوس يبدأ 30 أغسطس الجاري 2020-08-17 م إشادات واسعة بإنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية.. ومختصون: تُسهم في توحيد رؤى واستراتيجيات التطوير 2020-08-17 م بمشاركة أكثر من 500 طالب وطالبة تواصل فعاليات البرنامج الصيفي «صيفنا تقانة وتميز» بتعليمية مسقط 2020-08-17 م كلية الخليج تنظم الملتقى المرئي الأول للطلبة ذوي الإعاقة السمعية 2020-08-17 م طالبة عمانية تحرز نتائج باهرة في "البكالوريا الدولية" 2020-08-11 م تعليمية الظاهرة تكرم طلبتها المجيدين فـي دبلوم التعليم العام عبر تقنية «زووم» 2020-08-11 م «التربية» تغلق باب المشاركة في استبانة تحديد البديل التعليمي المناسب 2020-08-10 م أكثر من 37 ألف استبانة تم تعبئتها خلال 17 ساعة في تحديد البديل التعليمي المناسب 2020-08-09 م
29-01-2020 م

جريدة الوطن

إبراء ـ من ماجد بن سليمان المحزري:

أولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن ـ رحمه الله ـ التعليم التقني عناية كبيرة لما يمثله هذا التعليم من ركيزة أساسية في رفد سوق العمل بالكوادر المؤهلة التأهيل الذي يجعلها قادرة على مزاولة العمل بكل جدارة واقتدار , فكان جلالته ـ رحمه الله ـ بنظرته البعيدة والثاقبة يسعى إلى الاعتماد على الكادر الوطني ذي الخبرة والتعليم المهني الذي يعتمد عليه سوق العمل.

وانطلق التعليم التقني في بداية الثمانينيات بافتتاح كلية عمان الصناعية التي تفرعت فيما بعد إلى كليات أربع تحت مسمى الكليات الفنية الصناعية، و شهد عام 2001 م نقطة تحول في مسيرة التعليم التقني بتغيير المسمى من التعليم الفني إلى التعليم التقني و زيادة عدد الكليات لتصبح سبع كليات موزعة على مختلف مناطق السلطنة وبقدرة استيعابية تصل إلى أكثر من عشرة آلاف طالب و طالبة كل عام.

وللحديث عن التعليم التقني الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بسوق العمل نتحدث في هذا التقرير عن الكلية التقنية بإبراء كشاهد على مسيرة التطور التي واكبته.

في عام 1984 م انشئ مركز التدريب المهني بإبراء ضمن أربعة مراكز تدريب أخرى في عدة مناطق من السلطنة ليضم طلبة المنطقة الشرقية وبدأ المركز بتدريس التخصصات المهنية المرغوبة في سوق العمل وتأهيل الطلبة ليكونوا قادرين على استغلال المهارات التي اكتسبوها خلال الدراسة بالمركز كالنجارة واللحام والتكييف وقد تخرجت من هذا المعهد عدة دفعات، وفي عام 1993م تم تحويل المركز الى كلية تحت مسمى الكلية الفنية الصناعية وبتدريس تخصص الدراسات التجارية فقط بنظام الدبلوم الصناعي لمدة سنتين وبقبول ثمانين طالبا وطالبة فقط. تخرج منهم ثلاثة وخمسون في مجالين هما مجال المحاسبة ومجال ادارة المكاتب وبدأت الدراسة آنذاك بتسعة محاضرين وتم تقسيم الطلبة على اربع مجموعات .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وفي عام 2001م تم تحويل الكليات الفنية الصناعية الى كليات تقنية وذلك “بتنفيذ المرسوم السلطاني رقم (90/98) باعتماد الهيكل التنظيمي لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والتدريب المهني وإلى المرسوم السلطاني رقم (2001/84) بتعديل مسمى (المديرية العامة للتعليم الفني) إلى مسمى (المديرية العامة للتعليم التقني) وإلى المرسوم السلطاني رقم (2001/108) بإنشاء وزارة القوى العاملة وأن تؤول اليها اختصاصات العمل والتعليم التقني والتدريب المهني.

والهدف الرئيسي من إنشاء المديرية هو الإشراف من خلال الكليات التقنية على تنفيذ وتطوير برامج تعليم تقني لتوفير خريجين ذوي صفات وخبرات ومهارات عالية تتلاءم مع وتغطي احتياجات سوق العمل” وبذلك تواصل اهتمام جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ بالتعليم التقني لما أدركه جلالته من أهمية هذا التعليم في رفد سوق العمل بالكادر الوطني المؤهل .

والتعليم التقني يعتبر ركيزة اساسية لسوق العمل وتعتبر مخرجاته من المخرجات المفضلة لدى القطاع الخاص ، وتعد الكلية التقنية بإبراء احدى كليات التعليم التقني وتضم عدة تخصصات تلبي احتياجات سوق العمل .

تضم الكلية التقنية بإبراء تخصصات الهندسة بأفرعها المختلفة كهندسة الميكانيكا والكهرباء والاتصالات والهندسة المدنية وهندسة الحاسب الالى وتخصص الدراسات التجارية الذي يضم تخصص المحاسبة والتسويق وادارة الاعمال وتخصص تقنية المعلومات الذي يتم التدريس فيه تخصص الشبكات والبرمجيات ونظم امن المعلومات .

تمنح الكلية التقنية بإبرء شهادة الدبلوم والدبلوم العالي وشهادة البكالوريوس في مختلف التخصصات المتاحة ويكون الجانب العملي المستحوذ على العملية التعليمية بالكلية وتهدف الكلية من خلال هذا الى تمكيين الخريج من مزاولة العمل بثقة تامة ومعرفة، حيث يخضع الطالب للجانب العملي منذ دخوله الى التخصص بعد ان ينهي السنة التأسيسية في مجال اللغة الانجليزية والرياضيات والحاسب الالي .

المرافق : ولمساندة العملية التعليمية بالكلية تضم الكلية عددا من الورش في قسم الهندسة التي يمارس فيها الطالب التقني الجانب العملي وهناك المختبرات المجهزة كمختبر الكيمياء ومختبر الكهرباء ومختبر الفيزياء ومختبرات الحاسب الآلي المدعمة بشبكة الانترنت كما توفر الكلية مكتبة تضم الاف المصادر المتخصصة إلى جانب المكتبات الالكترونية التي تتيح مئات الالاف من المصادر المتنوعة .

اعداد الطلبة : بعد ان بدأت الكلية بثمانين طالبا وطالبة اصبحت تستقبل ما معدله الف طالب وطالبة في كل عام دراسي , حيث وصل عدد الطلبة المنتظمين بالدراسة حاليا الى اكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة وخلال العشر سنوات الماضية رفدت الكلية التقنية سوق العمل بأربعة الاف ومائة وخمسة عشر طالبا وطالبة من مختلف التخصصات .

وتجسدت حكمة ورؤية جلالة السلطان الراحل ـ طيب الله ثراه ـ البعيدة عندما ننظر الى التطور الذي شهده التعليم التقني ومساهمته بشكل فعال في ارفاد سوق العمل بالكادر الوطني المؤهل فكان ـ رحمه الله ـ يعول على هذا النوع من التعليم لما يشكله من اهمية في الاعتماد على الطاقات الوطنية الشابة التي يحتم عليها الواقع العملي ان تتحمل اعباء المسئولية في دفع عجلة التنمية في شتى المجالات وهذا ما أكده ـ رحمه الله ـ في خطابه في العيد الوطني السادس والعشرين حين قال : ‏" لقد أولت الخطة الخمسية الجديدة عناية خاصة لتوفير المخصصات المالية لقطاع التعليم والتدريب المهني انطلاقا من حقيقة ان هذا النوع من التعليم هو اساس تأهيل القوى العاملة العمانية لتحل تدريجيا محل الأيدي العاملة الوافدة. وانه لأمر حيوي ان يستمر تطوير وتحديث السياسات والمناهج المتبعة في هذا المجال، من اجل سد احتياجات سوق العمل من الكواد‏ر العمانية الماهرة وشبه الماهرة وعلى مختلف المستويات المهنية، ولا يخفى انه تتوفر الآن فرص تدريبية عديدة سواء في مؤسسات التعليم الحكومية او المعاهد الخاصة المرخص لها. ومن ثم فان على الشباب العماني واجب الاستفاد‏ة من هذه الفرص التي تفتح لهم الطريق للانخراط في سلك العاملين المنتجين. كما ان على المجتمع بأسره ان يعي اهمية التعليم التقني، وان يعمل على تشجيعه وترويجه ومناصرته، أسوة بمجتمعات اخرى سبقتنا في هذا المضمار” فالرؤية البعيدة حول التعليم التقني يجسدها هذا الخطاب التاريخي فكل المجتمعات المتقدمة تنطلق نحو التنمية من الكوادر المهنية المؤهلة في مختلف المجالات .